واعتبر كاتب المقال باتريك كوكبورن أن معركة عرش المملكة السعودية تأتي على رأس قائمة الصراعات الجديدة الحاسمة، حيث أطلق ولي العهد محمد بن سلمان، الذي وصفته مجموعة معجبيه المتضائلة بالـ"زئبقي"، نوعا من الانقلاب في القصر باعتقال عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وابن عمه الأمير محمد بن نايف، الذي أزيح عن منصبه كولي عهد عام 2017.
وفسر الكاتب الدافع وراء الاعتقالات برغبة بن سلمان في القضاء على أي منافسين محتملين للتاج بعد وفاة الملك سلمان (84 عامًا)، الأمر الذي أصبح أكثر إلحاحًا في الأسابيع القليلة الماضية، لأن الانتخابات الرئاسية الأميركية قد تفقد ولي العهد حليفًا أساسيًا: دونالد ترامب الذي يخسر مصداقيته بشكل متزايد بسبب سوء تعامله مع أزمة كورونا، ما يصعد من احتمال فوز جو بايدن كمرشح ديمقراطي محتمل في الانتخابات.
وأضاف كوكبورن أن ترامب يدعم بن سلمان بالرغم من دوره في بدء حرب لا يمكن الفوز بها في اليمن عام 2015، ومسؤوليته عن القتل الشنيع للصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في عام 2018، الأمر الذي ينفيه بن سلمان، الذي وفقا للكاتب قد أفشل كل مبادرة من مبادراته الداخلية والخارجية، بدءا من حرب اليمن الكارثية إلى المواجهة المتصاعدة مع إيران .
كما أشار الكاتب إلى أحدث مقامرة من قبل بن سلمان هي الانفصال عن روسيا وإغراق السوق بالنفط الخام السعودي مع انهيار الطلب العالمي بسبب التأثير الاقتصادي للوباء، منوها إلى أنه "في الذاكرة الحية في الشرق الأوسط، أظهر صدام حسين فقط مزيجًا مماثلاً من الغطرسة والأداء غير المحسوب الذي ألهم مرارًا وتكرارًا المشاريع الكارثية مثل الغزو العراقي لإيران عام 1980 والكويت عام 1990".
ويوضح الكاتب قائلاً: "حين يتعلق الأمر بحرب أسعار النفط، فإن الاحتياطي المالي الروسي مرتفع، واعتماد روسيا على الواردات اليوم أقل منه قبل خمس سنوات، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم استقرار كافة الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط، والعراق مثلاً نموذج رئيسي بسبب اعتماده على عوائد النفط، بالإضافة إلى إيران التي تواجه أكبر حالة لتفشي الفيروس، إضافة إلى العقوبات الأميركية، وهذا سيجعل الروس يحكمون قبضتهم على المنطقة، وهم حالياً يحصدون نتائج جيدة في سوريا".
وفي نهاية مقاله يقول الكاتب: "يبدو أن وباء كورونا يغير بالفعل الحسابات السياسية في الشرق الأوسط وبقية العالم: فترة ولاية ثانية لترامب تبدو اليوم أقل احتمالا مما كانت عليه في فبراير/شباط. ورغم أن فوز بايدن قد لا يغير الأمور كثيراً للأفضل، لكنه سيعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي إلى حد ما".
القدس العربي
تعليقك